فشل التطعّـم
يعتبر التطعيم أو الزرع في حالة إخفاق حين لا يستعيد النخاع العظمي دوره
الكامل في أداء وظائفه عقب فترة الزرع الأولى، و يعود فشل الزرع إلى أحد
سببين :
-
نشوء حالة تُعرف برفض التطعّم، أي رفض جسم المتلقي للنخاع المزروع، و ذلك
يظهر بصفة خاصة عند الزرع من متبرعين.
-
عدم حدوث التطعّم نفسه، أو حدوثه لفترة قصيرة دون أن يثبت و يستمر، و ينجم
ذلك لفشل خلايا المنشأ المزروعة عن الاستكانة داخل أنسجة النخاع و عدم
التمكن من التكاثر و النمو، و من ثم الفشل في إنتاج خلايا دموية جديدة، و قد
يحدث ذلك في أي من أنواع الزرع.
و ثمة جُملة من العوامل التي قد تساهم في نشوء هذا الرفض للزرع، من أهمها
الاضطرار إلى استزراع نخاع من متبرع غير كامل المطابقة، كما يحدث الإخفاق
غالبا لدى المرضى ممن لم يتلقوا الإشعاع الكامل للجسم ضمن برنامج التهيئة،
حيث ما يزال الجهاز المناعي محتفظا ببعض نشاطه مما يؤدى إلى رفض التطعيم.
و من ناحية أخرى قد لا ينجح التطعّـم نتيجة بعض الأمراض الفيروسية، أو نتيجة
تأثير العقاقير المُحبطة للجهاز المناعي مثل عقار
الميتوتريكسات
(
Methotrexate
)، و قد لا يحدث التطعّم لدى حالات اللوكيميا نتيجة عودة نشوء الخلايا
المتسرطنة، التي تمنع بدورها الخلايا المزروعة من النمو، و تجدر الإشارة إلى
أنه في بعض الحالات لا يُعرف سبب محدد يمكن أن يؤدي إلى فشل الزرع.
مضاعفات على الأعضاء الحيـوية
قد تتطور لدى المرضى مضاعفات و تعقيدات ببعض أعضاء الجسم الحيوية، خصوصا
بالكبد و الكليتين و الرئة و القلب، و نظرا لتحمّل هذه الأعضاء الأساسية
للعبء الأكبر و تعرضها لأضرار جدية عند الزرع، يتم التأكد من سلامة و كفاءة
هذه الأعضاء قبل الإقدام على الزرع.
و ثمة عوامل عدة تساهم في نشوء أمراض و علل الكبد المختلفة، منها ما قد يسببه
العلاجين الكيماوي و الإشعاعي من ترسبات تتليف داخل العروق الدقيقة، مما يسبب
انسدادها مُعيقة بذلك تدفق الدم الخارج من الكبد، مما يؤدي إلى نشوء علة
الإنسداد الوريدي
(
VOD
venocclusive
disease
) و إحتباس الكبد و التي تشمل أعراضها اصفرار الجلد و تضخم الكبد، و المغص و
زيادة الوزن و القصور بوظائف الكبد، و من المخاطر أيضا نشوء التهاب الكبد
الوبائي، و العدوى البكتيرية أو الناتجة عن الفطريات، إضافة إلى الضرر الواقع
على الكبد نتيجة استخدام بعض عقاقير معالجة العدوى.
و فيما يتعلق بالكليتين، قد تتسبب المعالجات المختلفة عند بعض الحالات في
حدوث القصور الكلوي، نتيجة استخدام العقاقير الكيماوية و العلاج الإشعاعي و
المضادات الحيوية إضافة إلى محبطات الجهاز المناعي خصوصا عقار السيكلوسبورين،
و من ثم حدوث الفشل الكلوي، و تنخفض معدلات إدرار البول و تتراكم المخلفات
الحيوية بالدم، و يصبح الجسم عرضة للعدوى و النزف و التسمم الدوائي، و من
المعتاد اتخاذ عدة تدابير عند نشوء القصور الكلوي، منها المراقبة الدقيقة
لمعدلات سوائل الجسم، و تعديل نظام التغذية بما في ذلك التغذية غير المعوية،
كما قد يتم تعديل الجرعات الدوائية، و قد يحتاج بعض المرضى إلى إجراء عمليات
التنقية، و يتم عادة استخدام بعض الأدوية للتقليل من إمكانية نشوء القصور
الكلوي.
و قد تنشا بعض المضاعفات بالرئتين مثل الالتهابات الرئوية و علة ذات الرئة (
و غالبا نتيجة نشوء العدوى )، إضافة إلى تأثيرات العلاجين الكيماوي و
الإشعاعي التي قد تسبب أضرارا بالرئة، كما قد يعاني بعض المرضى من التليف
الرئوي، و من المعتاد اتخاذ جملة من الإحتياطات لتجنب مثل هذه المضاعفات،
منها تلقي المضادات الحيوية، و ارتداء دروع خاصة تغطي منطقة الصدر أثناء
التعرض للإشعاع الكامل للجسم.
و من ناحية أخرى تؤثر بعض العقاقير الكيماوية و على الأخص عقار
دوكسوروبيسين
(
Doxorubicin
) على القلب، و تسبب بعض المضاعفات أو الاختلال في أداء وظائفه، و قد يكون
ذلك بدرجة خطرة، و على أية حال، تعاني نسبة قليلة جدا من المرضى لدى عمليات
الزرع من تعقيدات بالقلب.
|