تأثيرات الأجهزة التناسلية و النمـو الجنسي
عند الذكور :
للعلاجين الكيماوي و الإشعاعي المقدرة على تخفيض إنتاج الحيوانات المنوية، و
للجرعات الإشعاعية المنخفضة و بعض أنواع العقاقير الكيماوية حين تعطى منفردة
تأثير مؤقت على معدلات الإنتاج، بينما تؤدي الجرعات الإشعاعية العالية و
العديد من خطط العلاج الكيماوي المكثفة إلى نقص دائم و نهائي، و يؤثر نقص
معدلات إنتاج الحيوانات المنوية سلبا بطبيعة الحال على الخصوبة و المقدرة على
الإنجاب، و هذا أمر مهم يؤخذ في الحسبان قبل المباشرة بمعالجات السرطان عند
المراهقين، حيث يمكن التفكير في حفظ المني ببنوك الأعضاء بحيث يتمكن المريض
من الإنجاب لاحقا بالوسائل الاصطناعية.
و لوحظ أن
الأطفال الصغار ممن تلقوا معالجات الأورام في أعمار بعيدة عن سن البلوغ هم
اقل عُرضة لحدوث العجز في إنتاج الحيوانات المنوية، و بصفة عامة و بالنسبة للكثيرين لا
يمكن التكهن بشكل جازم عن مدى تأثرهم بمعالجات الأورام و هم في طريقهم إلى
مراحل البلوغ، و قد ثبت عند بعض الحالات أن انخفاض معدلات إنتاج المنويات
يحدث بشكل مؤقت، إذ ارتفعت معدلات التعداد إلى المستويات الطبيعية عقب مُضي
15
سنة من انتهاء المعالجات.
و من جهة
أخرى يمكن أن تظهر مضاعفات أخرى نتيجة تلقي العلاج الإشعاعي للدماغ، تشمل
حدوث تبدلات في مستويات الهرمون الذكري الرئيسي التستستيرون (
Testosterone
)، الأمر الذي يؤدي إلى تأخر أو العجز عن إكمال مرحلة البلوغ، أو ظهور علامات
البلوغ المبكر، إضافة إلى احتمال نشوء العجز الجنسي و خمود الرغبات و علة
العنة، و من الممكن تحقيق نتائج ايجابية برصد هذه التغيرات و مراقبتها بعناية
و معالجة تأثيراتها مبكرا.
عند الإناث :
تختل وظائف المبايض نتيجة تأثيرات كل من العلاج الإشعاعي للتجويف البطني و
العلاج الكيماوي، و يعتمد مدى هذا الاختلال الوظيفي بشكل كبير على العمر و
مرحلة البلوغ عند التشخيص و أثناء المعالجة، و لوحظ أن البنات اللائي لم يصلن
مرحلة البلوغ عند تلقي المعالجات هم اٌقل عرضة لنشوء مثل هذه الاضطرابات، و
من البديهي أن تتم حماية المبايض حين يكون الإشعاع لتجويف البطن ضروريا، إذ
انه إضافة إلى تأثيره على خواص البويضات و بنيتها السليمة، يُضعف من مقدرة
الرحم على حمل البويضات بالشكل الطبيعي خلال مراحل الحمل و حتى انتهائه.
كما يمكن
للعلاج الإشعاعي للدماغ أن يؤثر على الهرمونات الضرورية لوظائف المبايض، و
هذه التأثيرات بدورها تؤدي إلى عدم انتظام الحيض، و حدوث تغيرات في مراحل
إنتاج البويضات، إضافة إلى البلوغ المبكر.
و مع أن بعض
أنواع العقاقير الكيماوية تسمح بالنمـو العادي، و التقدم بمراحل البلـوغ و أداء
الوظائف بشكل طبيعي عقب انتهاء المعالجات، إلا أن مخاطر ظهور مضاعفات العلاج
الكيماوي لا تزال قائمة، و هي تشمل تأخر الطمث و انقطاع الحيض المبكـر، و ضعف
الخصوبة.
الإنجاب :
من الطبيعي أن يشعر الأطفال المرضى بالسرطان عقب إنتهاء المعالجات
بمخاوف كثيرة تتعلق بمدى مقدرتهم على الإنجاب في المستقبل، و بمدى المقدرة
على الاحتفاظ بالجنين و استمرار الحمل حتى الولادة، و من ثم إنجاب ذرية سويَة
و بصحة جيدة، و رغم أن اغلبهم قادرون على إنجاب أطفال أصحاء و بدون تعقيدات
إلا أن المخاطر تظل قائمة، حيث يمكن لضعف الخصوبة و انقطاع الطمث المبكر و
المضاعفات العلاجية التأثير على أطوار الحمل و الولادة، و قد تكون الظروف
أكثر ملائمة للحمل خلال السنوات المبكرة من الشباب لتعزيز فرص حصول حمل ناجح،
و يُنصح دوما بالاستشارة الطبية المتخصصة حول الإنجاب و الخصائص الوراثية عند
الشروع في تكوين عائلة.
و من ناحية
أخرى لا تزال الدراسات جارية لمراقبة تطورات الأجنّة و مخاطر التشوهات الخلقية
المحتملة عند ذرية الناجين من السرطان، و حتى الآن لم تثبت نتائج
الدراسات الحديثة وجود علاقة متينة بين الأمرين، أي المعالجات و المخاطر، رغم
أن الكثير من المخططات العلاجية قد تتضمن استخدام عدة عقاقير، و بجرعات لم
يثبت أنها مأمونة على الذرية المستقبلية للأطفال المُعالجين.
|