فقـد المـذاق
( Dysgeusia
)
يُعد فقد المذاق ( بالتغيرات الحاصلة في حس التذوق و التطعم ) من المضاعفات
الشائعة عند العلاج الكيماوي و إشعاع الرأس و الرقبة، و قد يُعاني المريض من
تذوق طعم غير مستساغ، نتيجة انتشار الأدوية إلى أنسجة الفم، و تغيرات في طعم
مختلف المذاقات مثل الحلو و الحامض و الملحي، و في اغلب الأحوال تزول هذه
التأثيرات خلال فترة شهرين إلى ثلاثة اشهر عقب انتهاء المعالجات.
و تؤدي مشكلة فقد المذاق بدورها إلى فقد الشهية مما يؤثر على النظام الغذائي
للمريض، و يصبح من الضروري تعديل تركيبة الحمية الغذائية و بما يتناسب و
التغيرات المستجدة بحس التذوق، و إضافة وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية
للمساعدة في تغطية الاحتياجات الغذائية، كما أن استشارة خبير غذائي قد تكون
ضرورية أثناء تلقي العلاجات و عقب انتهائها.
نمـو الأسنان
تُعد التغيرات الحاصلة في نمو و تطور الأسنان من المشاكل المعتادة على المدى
الطويل عند الأطفال لدى تلقي العلاج الكيماوي بجرعات عالية، أو تلقي معالجات
إشعاعية بالرأس و الرقبة، و تظهر التغيرات عادة في حجم و شكل الأسنان و تأخر
انبثاقها، إضافة إلى قصور نمو الرأس و الوجه عن بلوغ النضج الكامل، و تجدر
الإشارة إلى عدم وجود دراسات وافية حول مدى الدور الذي قد تؤديه علاجات تقويم
الأسنان، أو توقيتها الملائم، لدى نشوء هذه التغيرات عند الأطفال و الناجمة
عن علاجات الأورام بمراحلها و أنماطها المختلفة.
العـدوى
تصبح التهابات الفم أكثر صعوبة و تعقيدا مع نشوء العدوى خصوصا عند انخفاض
قدرات الجهاز المناعي، و استمرار العوز بكريات الدم البيضاء لفترات متطاولة و
ازدياد مخاطر تطور أنواع العدوى المختلفة، و عند تفـاقم الحال بوجود المضاعفات
الجانبية و الالتهابات قد يصبح الفم ملوثا و يسهل التقاط العدوى عبر أنسجته
المتضررة، حيث تسمح الأنسجة الملتهبة بالفم للعضويات المسببة للمرض بالدخول
إلى الدورة الدموية، بما في ذلك البكتيريا غير الضارة التي تصبح خطرة بدورها
في مثل هذه الحال، و يمكن استخدام الأدوية بطبيعة الحال لمنع العدوى
بالفطريات، مثل غسولات الفم التي تحتوي على المضادات الفطرية، إلا أنها تطهر
العدوى السطحية فحسب، و لا يمكن امتصاصها و لا تساعد في معالجة عـدوى أعمق من
ذلك، مثل العـدوى بالمريء أو الأمعاء، و لذا ينبغي استخدام الأدوية المتناولة
عن طريق الفم أو بالحقن الوريدي لمعالجة أنواع عدوى الفـم.
النـزف
ينشأ النزف حين تُضعف معالجات الأورام من مقدرة الدم على التجلط بتسببها في
انخفاض معدلات الصفائح الدموية، و قد تنزف المواضع المصابة باللثة حين
تتهيج، و يحدث ذلك عادة لدى انخفاض معدلات الدم إلى مستويات معينة، و قد تظهر
بقع حمراء صغيرة على الشفاه، أو بسقف الحلق و قاع الفم أو حول الأسنان، و
يمكن للمريض تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيوط السنية خلال فترات ارتفاع
المعدلات بتعداد الدم، كما أن استخدام محلول من
3
%
من الهيدروجين بيروكسيد و الماء المالح يساعد في تنظيف الجروح إن تم استخدامه
بحرص.
الإعيـاء
يُعاني مرضى السرطان من الإعياء بشكل معتاد، سواء بتأثيرات المرض أو نتيجة
تلقي معالجات مكثفة و بجرعات عالية، من كلا العلاجين الكيماوي و الإشعاعي، و
قد يصعب على المريض متابعة روتين العناية بالفم عند معاناته للإعيـاء بشكل
متواصل، و يصبح عرضة لخطر الإصابة بتقرحات الفم و العدوى و نشوء الآم مختلفة.
( يُرجى الانتقال لصفحة
الإعيـاء
للإطلاع على المزيد من التفاصيل حول تأثيراته).
الاعتبارات النفسية و الاجتماعية
تؤثر مضاعفـات الفم سلبيا بمقدرة المريض على الأكل و التحدث، و قد تنقلب إلى
مشكلة صعبة تؤثر على النواحي النفسـية و الاجتماعية لديه، و ليس مفاجئا أن
يصبح بعض المرضى محبطون جرّاء هذه المضاعفات، و يعانون من الانطـواء و العـزلة و
الإكتئاب، و يتجنبون الاختلاط بالآخرين، و بطبيعة الحال لا تُعد أدوية معالجة
الإكتئاب خيارا في مثل هذه الحال، إذ أن تأثيراتها الجانبية قد تفاقم من
مشاكل الفم و تجعلها أكثر صعوبة.
و من
الضروري رصد مقدرة المريض على التعامل مع المضاعفات و مدى استجابته
للمعالجات، و تقديم العناية الداعمة و المكثفة و التثقيف اللازم، سواء من
الفريق الطبي أو من العائلة.
آخر مراجعة : 12-02-2016 |